-A +A
حاوره:عبدالله عبيان

الفنان عبدالله السدحان أكد أن خلافه مع ناصر القصبي مازال مستمرا، ودعا إلى المواجهة وإنهاء شراكتهما بشكل قانوني، وكشف لـ«عكاظ» الكثير من أسرار الساحة الفنية، مؤكدا أنه لم يسبق له البوح بها طوال حياته، بل إنه كان يعتبرها سرا من أسراره، وأضاف «أنا أعتبر هذا الحوار للتاريخ ولذلك لابد أن أتكلم بصراحة ولن أهتم بغضب الزملاء الفنانين وسأضع النقاط على الحروف».

السدحان أشار إلى أنه بدأ مسيرته في عالم الدراما من الأعراس ومسرح المركز الصيفي، وتلك المراكز كانت تهتم بالمسرح والفن التشكيلي والموسيقى، قبل أن تتسرب إليها موجة التشدد التي أوقفت الكثير من الأنشطة.

واسترجع السدحان بداياته الأولى عندما كان طفلا في حي الشميسي، مبينا أنه صنع لنفسه لحية من الجلد يضعها على وجهه وسط رفاقه الأطفال، وتحدث عن تعامله مع بعض المحطات التلفزيونية، مبينا العقبات التي كان يواجهها، وأضاف أن الأمير الوليد بن طلال وجه له الدعوة للتعاون مع قناة روتانا لكن مدير القناة تهرب منه وأحبط التعاون في ظروف غامضة.



• حدثنا عن عملك الجديد «منا وفينا» وكيف تجد ردود الفعل على الحلقات التي تم عرضها حتى الآن؟

•• الحمد لله ردود الفعل إيجابية جدا، والعمل يناقش في حلقاته الثلاثين، قضايا اجتماعية في قالب كوميدي ساخر، وقد تجنبنا الخوض في كل ما يتعلق بالدين أو السياسة من خلال حلقات «منا وفينا».



• هل البعد عن مواضيع الإرهاب يعود لخوفكم من ردة فعل البعض؟

•• الفنان لا يخاف من المعالجة الواعية المبنية على أسس واضحة، لكني شعرت بأن مواضيع الإرهاب والتشدد سبق أن ناقشناها في مسلسل «طاش ما طاش» خلال السنوات الماضية في حلقات كثيرة منها «إرهاب أكاديمي»، «تفجير مبنى الأمن» وغيرهما.



• هل سبق أن تعرض الفنان السدحان للتهديد بالقتل؟

•• لم أتعرض للتهديد بالقتل، لكن تم تكفيري أنا وناصر القصبي رغم أن طرحنا كان واقعيا ويعكس جانبا من حياة المجتمع، بل إننا كنا نستند إلى قصص واقعية من حياة المجتمع فيما يخص التشدد والإرهاب ولا ندع مجالا للقصص الخيالية، ومن تلك القصص «قاضي الجن» وهي قصة واقعية حدثت في إحدى المناطق، وعندما تمت معالجتها في طاش، استشاطت فئة ضد المسلسل وكانت الحملات التكفيرية تتم من فئة معروفة تحاول تأليب المجتمع علينا.



ضيوف شرف

• في عملك الجديد «منا وفينا» حافظت على بعض «الكاركترات» القديمة التي عرفك الجمهور من خلالها مثل شخصية أبو مساعد وأبو زنيفر وأبو حسين وهدبدب وغيرها.. ألا ترى أن في ذلك تكرارا؟

•• بالعكس لكل عمل تفاصيله وقصته المختلفة، ويجب أن يحافظ الفنان على «كاركتراته» التي تعايش معها خلال مسيرته الفنية؛ لأنها جزء من نجاحه ونافذة أطل من خلالها على جمهوره، وبالتالي فإن الفنان الذي يفرط في «الكاركتر»الذي أحبه الناس من خلاله يعتبر فنانا فاشلا.

• مازلت تعتمد على طاش في أعمالك الجديدة والفنانون المشاركون في عملك الجديد أغلبهم من نجوم طاش.. ما تفسيرك لذلك؟

•• في الواقع أن جميع الممثلين المميزين في الوسط الفني السعودي حاليا خرجوا من عباءة طاش ما طاش، أو كانوا ضيوف شرف في حلقاته، باستثناء الرعيل الأول من الفنانين، ومن الطبيعي أن يتواجدوا في أي عمل جديد.

• أغلب الفنانين السعوديين الذين ظهروا بعد طاش اتجهوا للكوميديا وأصبحت الدراما السعودية محصورة في الكوميديا فقط واختفت الأدوار التراجيدية الجادة.. إلى أي مدى ترى أن طاش ورط الفنانين الشباب في هذا المسار؟

•• صحيح أن نجاح طاش أغرى الكثير من الشباب للاتجاه للكوميديا؛ لأنهم يعتقدون أنها الطريق السريع لعالم النجومية، وهذا بالتأكيد ليس صحيحا؛ لأن الكوميديا هي أسهل طريقة لسقوط الفنان، وتحتاج إلى ضوابط معينة، وهذا ما كنا نحرص عليه في طاش، بل إن بعض الفنانين الشباب الذين تواجدوا في حلقات طاش كانوا يؤدون أدوارهم الكوميدية وفق ضوابط معينة تبعد الفنان عن الإسفاف والتهريج ولذلك نجحوا مع طاش وعندما حاولوا بعد ذلك رسم طريقهم بعيدا عن طاش فشل البعض منهم لأنهم ابتعدوا عن تلك الضوابط وأصبحوا يبحثون عن خفة الدم بعيدا عن الفكرة والموضوع.



عقبات الكوميديا

• ما هي أبرز العقبات التي تواجه الفنان في الوسط الكوميدي؟

•• أرى أن أبرز العقبات التي تواجه الفنانين الشباب هي تقمصهم لشخصيات سبقتهم في نفس المجال، فتجد أن فنانا في المملكة يشابه فنانا في الكويت أو مصر، بل إن بعضهم يتقمص تعابير وجه فنان آخر قد يعجبه في طريقة الأداء وهذا خطأ كبير، فالفنان الناجح يجب أن يبني شخصيته بعيدا عن أي فنان آخر، وأنا بكل صراحة عندما بدأت في عالم الدراما لم يكن نصب عيني أي فنان محدد، لذلك استطعت أن أرسم شخصيتي المستقلة التي عرفني من خلالها الجمهور، كما أن محمد العلي وحسين عبدالرضا ودريد لحام وعادل إمام وغيرهم كان كل منهم يتميز بشخصيته المستقلة، وعلى سبيل المثال نجد أن حسين عبدالرضا يتميز بالنكت السريعة وهذا أسلوب تميز به، كما أن دريد لحام كان مميزا في دور غوار الطوشي وكنت أتمنى أن يستمر في هذا الدور، وأنا أرى أن قدرات الفنان وموهبته لا تكفي للنجاح بل إن التخطيط ومراعاة مزاج المشاهد في كل الأعمال التي يقوم بها الفنان أمر مهم لمحافظة الفنان الموهوب على نجاحاته.



صدمتان في حياتي

• هل هذا يعني أن الفنان يجب أن يرتهن لمزاج المشاهد؟

•• لا ليس كذلك، ولكن مراعاة المشاهد أمر مهم، وسأروي لك قصتين أو صدمتين مررت بهما في بداياتي، وهما تؤكدان هذه الرؤية، وأنا أتحدث هنا عن عبدالله السدحان المشاهد وليس الفنان؛ لأني في ذلك الوقت لم أكن قد دخلت إلى عالم الفن.

الصدمة الأولى كانت بسبب الفنان دريد لحام الذي ارتبطنا به وجدانيا من خلال «كاركتره» الجميل غوار الطوشي، وتكمن الصدمة في ظهوره في شخصية أخرى لم أتقبلها، أما الصدمة الثانية فكانت بسبب مسلسل «درب الزلق» وسأتحدث عن الصدمتين بالتفصيل، ففي الأولى كنا قد عرفنا دريد لحام من خلال «كاركتره» الجميل غوار الطوشي، ليظهر علينا في دور آخر من خلال عمله «وادي المسك» وكانت شخصيته مختلفة تماما عن شخصية غوار الطوشي التي ارتبطنا بها، وكنت أتمنى أن يستمر كما استمر تشارلي تشابلن الكوميدي البريطاني الشهير والذي استمر بنفس الشخصية لأكثر من خمسين سنة، وكذلك لوريل وهاردي اللذان استمرا بنفس «الكاركترين» إلى أن توفيا.

أما الصدمة الثانية فكانت بسبب ارتباطي وكثير من المشاهدين بمسلسل «درب الزلق» والذي كان مقربا من الجميع رغم بساطته حيث تعايشنا مع المسلسل الذي يضم عددا من النجوم بالإضافة إلى حسين عبدالرضا وسعد الفرج ومنهم خالد النفيسي وعلي المفيدي، وعبدالعزيز النمش، وقد تعايشنا مع تلك الأسرة الجميلة في المسلسل لنتفاجأ بعده مباشرة بظهور مسلسل آخر تحت عنوان «الأقدار» وكان المفاجئ لنا كمشاهدين أن تلعب الأم في المسلسل الأول «أم عليوي» دور الزوجة للفنان سعد الفرج الذي كان يلعب دور أحد أبنائها في مسلسل «درب الزلق»، وهذا لم يكن مقبولا لمشاهد تعايش مع المسلسل وشخوصه إلى مرحلة الاندماج، وكان يجب أن يكون هناك فاصل زمني كاف بين المسلسلين لنتقبل العمل الثاني.



• ولكن ألا ترى أن هذا التداخل قد حدث بين أعمالكم المختلفة ومنها على سبيل المثال «طاش ما طاش» و«كلنا عيال قرية»؟

•• بالعكس لم يحدث أي تداخل منفر للمشاهد، واستطعنا أن نحافظ على الانسجام في كافة الأعمال وكان لذلك دور في النجاح، وأسهم في إيجاد حراك اجتماعي تعدى النطاق المحلي إلى الخليجي والعربي.



التوأم السيامي

• في مرحلة انفصالك عن ناصر القصبي والتي بدأت قبل حوالى أربع سنوات، لم نشاهد لكما أعمالا مميزة باستثناء هذا العام.. ما تعليقك؟

•• في الأربع السنوات الماضية مررت بوعكة صحية، وقدمت عملين هما «طالع نازل» و«هذا حنا» وقدم ناصر القصبي عملا واحدا «أبو الملايين» وجميعها لم تحقق النجاح المأمول، ولم تكن موفقة، ولكنها ليست سيئة، وكان بالإمكان لـ«طالع نازل» أن يحقق نجاحا أكبر لأنه بدأ باردا وانتهى حارا، ولو أننا أعدنا صياغة النص لتحقق النجاح بصورة أفضل، وبالتأكيد أن سبب عدم نجاح تلك الأعمال يعود إلى مرحلة الانفصال، ولك أن تتخيل توأما سياميا استمر التصاقهما عشرين عاما وفجأة يتم فصلهما، بالتأكيد أنهما يحتاجان إلى مرحلة تأهيل لمعايشة الوضع الجديد والتغلب على المصاعب.



إم بي سي

• لماذا اتجهت لقناة دبي في عملك «طالع نازل» ولم تتجه إلى قنوات أكثر مشاهدة مثل الـMBC؟

•• في الحقيقة قنوات دبي وMBC والتلفزيون السعودي وروتانا، تعد من أفضل القنوات، وبخصوص الـMBC أنا أوافقك الرأي أنها استطاعت أن تستند على قاعدة جماهيرية عريضة جدا من خلال حرصها لأكثر من سبع سنوات على استقطاب النجوم وعرض برامج قوية جدا ومنها «طاش ما طاش» وغيره، ولكنها في السنوات الأخيرة بدأت تتراجع وذلك بسبب ابتعاد من كانوا يقودون دفة القناة باحترافية فنية وإدارية ومنهم الشيخ وليد البراهيم الذي كان يتابع كل الأعمال من مكتبه ويناقش طاقم العمل في كل صغيرة وكبيرة، وقد لمسنا هذا الاهتمام خلال تجربتنا مع القناة التي استمرت نحو خمس سنوات ولكن ربما يكون البراهيم قد انشغل في الآونة الأخيرة بأمور أخرى، وكذلك الزميل علي الحديثي وعدد من الشباب المميزين في القناة، وقد زرت القناة مؤخرا ولم أجد كثيرا من الإخوة الذين نعرف براعتهم وتميزهم.



• وماذا عن تجربتك مع التلفزيون السعودي؟

•• نتمنى من التلفزيون السعودي أن ينافس المحطات الأخرى وخصوصا بعد أن تحول إلى «هيئة الإذاعة والتلفزيون» وكذلك بعد أن أصبح الدكتور عبدالله الجاسر رئيسا لهذه الهيئة، وأنا أعرف الجاسر منذ وقت طويل وأثمن قدراته الإدارية والمهنية وخبراته الطويلة.



• لماذا أصبحت الدراما السعودية مرهونة بشهر رمضان؟ هل أصبحتم فنانين رمضانيين فقط؟

•• هذا السؤال يفترض أن يجيب عليه القائمون على المحطات التلفزيونية، سواء كانت خاصة أو حكومية، وقد طالبت التلفزيون السعودي بوضع خطة واضحة تبدأ باعتماد النصوص وميزانيات الإنتاج مبكرا سواء كانت هذه البرامج لرمضان أو لمنتصف العام، ولدي عمل لمنتصف العام أسعى لعرضه على التلفزيون السعودي وهو عبارة عن مسلسل متصل وأتمنى أن يتم اعتماده، كما أني سبق أن تقدمت بعمل تحت عنوان «السربيل» وهو عمل اجتماعي تراثي قدمته لمنتصف العام وتمت إجازته من الرقابة بالتلفزيون وبناء على تلك الإجازة المبدئية بدأت ببناء قرية تراثية في الرياض من حسابي الخاص، ولكن تم وأد العمل على يد رئيس الهيئة السابق عبدالرحمن الهزاع، وأنا لا أعلم عن السبب حتى الآن وربما يكون الهزاع قد غضب مني بسبب تغريدة كتبتها عندما تأخروا في سداد حقوقي المالية عن عمل «هذا حنا».



الإنتاج الفني

• ولماذا لا تبدأ بإنتاج أعمالك مبكرا ومن ثم تقوم بعرضها على القنوات خصوصا أنك منتج ونجم في نفس الوقت؟

•• أنا لست تاجر شنطة ولا أستطيع أن أنتج عملا دون أن أوقع عقدا مع قناة تتكفل بمصاريف العمل، ومن العقبات التي تواجهنا مع التلفزيون السعودي تحديدا تأخر اعتماد النصوص والميزانيات المعتمدة للأعمال، حيث تعتمد أعمال شهر رمضان في شهر 6 تقريبا، وهذا وقت متأخر جدا، كما أن التلفزيون السعودي لا يدفع للمنتج عند توقيع العقد ويؤخر الدفع إلى حين الانتهاء من عرض العمل، بخلاف القنوات الأخرى ومنها دبي وMBC وأبو ظبي وروتانا،حيث يستلم المنتج دفعة عند توقيع العقد، ويتم اعتماد النصوص مبكرا، ومن خلال تجربتي السابقة مع دبي فإن نص «طالع نازل» تم اعتماده في شهر محرم، كما أني استلمت عند توقيع العقد 30% من قيمة العقد كدفعة أولى وفي منتصف التصوير استلمت الدفعة الثانية، وعند الانتهاء من التصوير استلمت الدفعة الثالثة وعند عرض العمل استلمت الدفعة الأخيرة، وهذا بدوره يسهل على المنتج ويصب في صالح العمل، ولكن في المقابل نحن نستلم مستحقاتنا المالية من التلفزيون السعودي بعد نهاية رمضان بثلاثة أو أربعة أشهر، وهذا يحتاج إلى معالجة وليس للقائمين على القناة أي ذنب لأن الميزانيات ودخل القناة مرتبط بوزارة المالية ولا بد أن تستقل القناة بميزانياتها ومداخيلها لتنافس القنوات الأخرى ونحن نتأمل خيرا، ونثق بجهود مدير القناة سليمان الحمود الذي يبذل جهودا جبارة، وبالتأكيد فإن كثيرا من الصعوبات التي كانت تواجهنا في المرحلة الماضية سيتم تذليها على يد وزير الإعلام الدكتور عادل الطريفي خصوصا أن لديه تجربة تلفزيونية في قناة رائدة، ونأمل أن يزيل العوائق التي تعترض الفنانين والمنتجين، كما أن استقلال التلفزيون وتولي الجاسر إدارته، يمنحانا المزيد من التفاؤل.



الهامش الرقابي

• هل تواجهون مشكلة في الهامش الرقابي؟

•• التلفزيون لديه هامش جيد، بل إن أقوى حلقات طاش ما طاش وأكثرها جرأة، تم عرضها عبر التلفزيون السعودي، وأتذكر بعد النسخة الثانية من طاش أننا قدمنا النسخة الثالثة ولكن تم رفضها من التلفزيون بحجة وجود العنصر النسائي، حيث كانت النسخة الأولى والثانية خالية من العنصر النسائي تماما، ولكنا قررنا أن ندخل العنصر النسائي لتكتمل عناصر الأسرة من أم وأخت وبنت وزوجة، وبعد رفض العمل سافرنا إلى مصر برفقة المنتج السعودي صالح فوزان والذي كان يجهز لإنتاج فيلم سعودي بعنوان «سنين الرحمة» وأثناء تواجدنا في مصر تلقينا اتصالا من وزارة الإعلام وأخبرونا أن وزير الإعلام في ذلك الحين فؤاد فارسي يريد مقابلتنا أنا وناصر القصبي، وبالفعل رجعنا إلى المملكة وقابلنا الوزير وسألنا عن سبب عدم تقديم النسخة الثالثة من طاش فأخبرناه أن الدكتور علي النجعي وكيل الوزارة لشؤون التلفزيون الأسبق، رفض المسلسل بحجة وجود العنصر النسائي، وعندها قام بالاتصال على الدكتور النجعي مباشرة وسأله عن سبب رفض العنصر النسائي وقال هل هناك أوامر عليا بهذا الخصوص، فأخبره النجعي أنه لا توجد أي أوامر وقال إنه رفضه بحجة روحانية الشهر، إلا أن الوزير عمد النجعي بإجازة العمل واعتمد الميزانية الخاصة به فورا، واستمررنا مع التلفزيون السعودي حتى النسخة الثالثة عشرة، وكان تواصلنا مع الوزير مباشرة، وعند انتقال الوزير فارسي إلى وزارة الحج وجدنا بعض الصعوبة في التواصل مع الوزير إياد مدني، وعندها قررنا الانتقال إلى قناة MBC.



• هل تلقيت عروضا من قنوات أخرى للتعاون معها في أعمال جديدة؟

•• في الحقيقة تلقيت العام الماضي الدعوة من صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال لتناول طعام الإفطار مع سموه في شهر رمضان، وتشرفت بدعوته لي للتعاون مع روتانا من خلال عمل جديد، وأبديت استعدادي لذلك لأن الأمير الوليد يعد أبرز الداعمين للحركة الثقافية والفنية، وبعد ذلك التقيت بمدير القناة تركي الشبانه وناقشنا العديد من الأفكار ولكنه اختفى بعد اللقاء في ظروف غامضة، ولم يرد على اتصالاتي المتكررة، التي كان الدافع لها تقديري واحترامي للأمير الوليد.



«فضينا الشراكة»

• هل هناك مستجدات في خلافك مع الفنان ناصر القصبي؟

•• خلافي مع الفنان ناصر القصبي مازال مستمرا، والقضية سهلة جدا ولكن القصبي يتهرب من المواجهة، ومن المفترض أن تنتهي الأمور بشكل أفضل لأننا دخلنا في شراكة فنية وعملية وكانت تربطنا علاقات أخوية أقوى من جميع الشراكات الأخرى، لكن القصبي للأسف انسحب من «شركة الهدف» وهو يعلم أن لدى الشركة الكثير من الموظفين الذين أمضوا معنا أكثر من 18 عاما ولهم مستحقات على الشركة وحقوق، وقد طالبت القصبي بفض الشراكة بطريقة سليمة وتصفية جميع مستحقات الموظفين ولكنه ذهب إلى دبي واكتفى بمقولة «فضينا الشراكة» وهذا لا يكفي.



• هل تقدم أحد من الموظفين بشكوى ضد شركتكم؟

•• جميعهم يطالبون بحقوقهم وهذا حق مشروع لهم، كما أن توقف الشركة بشكل مفاجئ أثر عليهم، حيث إن «الهدف» أصبحت في النطاق الأحمر لوزارة العمل ولم يعد لدى الموظفين القدرة على السفر وتجديد أوراقهم الثبوتية، لذلك حاولت أن أحتوي الأزمة وأنشأت مؤسسة خاصة باسم «فن المحلية» وقمت بنقل كفالات العاملين عليها احتراما للسنوات الطويلة التي ربطتني بهم، وأنا في الواقع لا أجد مبررا لناصر في هذه القضية وليس لدي مانع أن يأخذ شركة الهدف بعد تصفية الحقوق المالية بالشكل الصحيح والقانوني، ولكنه سافر إلى دبي وبدأ يرسل لي عبدالرحمن الزايد لمناقشة القضية وكانت آخر رسالة وصلتني منه تنص على أنه يقول «أفصل الموظفين» وأنا لا أعتقد أن ذلك يصدر من القصبي الذي أعرفه جيدا، وأعتقد أن الوسطاء بدأوا يتقولون على لسانه، ومازالت المفاوضات مستمرة مع القصبي عبر وسيط وأخبروني أنه يقول لن أدفع مستحقات الموظفين حتى يدفع السدحان وفعلا قمت بدفع الخمسين بالمئة التي تخصني ولكن القصبي لم يلتزم بما قال ومازالت حقوق العاملين بـ«الهدف» لديه حتى الآن، ويفترض أن يحضر إلى الرياض وتتم تصفية حقوق العاملين وكذلك الرواتب التي قمت بدفعها لهم لمدة أربع سنوات.



هذه قصة الخلاف

• الجميع يعرف أن السدحان والقصبي اختلفا وانفصل كل منهما عن الآخر في مجال العمل الفني ولكن حقيقة الخلاف وبدايته مازالت غامضة.. كيف نشب الخلاف بينكما؟

•• باختصار كنت أنا والقصبي شريكين في الإنتاج والعمل الفني، وكانت تعاملاتنا الرسمية باسم مؤسسة الهدف والمؤسسة كانت باسم ناصر ولكنا شركاء في كل شيء، وبعد طاش 14 طلبت من ناصر أن نحول المؤسسة إلى شركة وأن يدخل اسمي بشكل رسمي، وحاول ناصر التهرب ولكني تمسكت بهذا الموضوع واقتنع على مضض، وأتذكر عند تحويل المؤسسة إلى شركة رفض كاتب العدل التابع لوزارة التجارة جملة «الإنتاج السينمائي» حيث كانت الشركة للإنتاج التلفزيوني والإعلاني والإعلامي وغيرها، ولكن كاتب العدل اعترض على السينمائي، وعندها وجد ناصر فرصة للتهرب ولكني أقنعته أن يوقع وأن يتم شطب «الإنتاج السينمائي» لأننا في الواقع لا نملك دور عرض وبالتالي فإن عبارة «الإنتاج السينمائي» لم تكن ضرورية، وعندها وقع القصبي على الشراكة، وأنتجنا العمل الأول من طاش عن طريق الشركة وكانت الأجواء صافية ولكن بعد العمل الثاني أعلن القصبي انسحابه عن الشركة بشكل مفاجئ دون أن يذكر مبررات مقنعة.



الجامعة وثنائية السدحان والقصبي

• وكيف تعرفت على الفنان ناصر القصبي؟

•• بعد أن تم إغلاق النشاط المسرحي في المركز الصيفي تحت شعار «لا يجوز» دخلت جامعة الملك سعود حيث بدأت الدراسة في كلية الزراعة وفي الجامعة التقيت ناصر القصبي الذي كان يدرس في نفس الكلية وبدأنا نشارك في مسرح الكلية وأذكر أنني شاركت في مسرحية بعنوان «مايزال الضمير حيا» وكان يشارك معي الشاعر المعروف عبدالله الصيخان كممثل، وكان دوري في البداية قصيرا جدا إلا أن المخرج رشدي سلام منحني بعد ذلك دورا أطول ومنحني بطولة المسرحية، وبعد تقديم المسرحية حصلنا على جائزة التميز.

وعند تخرجي من الجامعة، كانت جمعية الثقافة والفنون قد بدأت أنشطتها في ذلك الوقت من خلال مسرحية مميزة من بطولة الفنان بكر الشدي بعنوان «قطار الحظ» وكانت تعرض في مسرح قاعة المحاضرات والذي تم هدمه للأسف بعد ذلك، وكنت أتمنى ألا يهدم لأنه يحمل تاريخا مجيدا في عالم الحركة المسرحية، وكنت خلال تلك الفترة قد التقيت الفنان محمد العلي الذي وجه لي الدعوة للمشاركة في مسرحية بقاعة المحاضرات، وكان الدور الذي لعبته دور رجل مسن، وحققت من خلال تلك المسرحية نجاحا لا بأس به، وبعدها اشتركت في مسرحية بعنوان «تحت الكراسي» وكانت المسرحية تضم عددا من الفنانين، منهم ناصر القصبي وراشد الشمراني وعلي الهويريني وعبدالعزيز الحوشان بالإضافة إلى النجم محمد العلي، وقدمت في تلك المسرحية شخصية أبو مساعد، التي حققت من خلالها نجاحا كبيرا.

بعد ذلك تم الاتصال بي للمشاركة في التلفزيون وتقديم فقرة في برنامج «مسرح المواهب» وحققت الفقرة استحسان الحضور، وبعد ذلك كلمني عبدالكريم السيف وطلب مني تقديم برنامج بعنوان «باقة ورد» عبر التلفزيون السعودي وفي هذا البرنامج قمت باستضافة الفنان ناصر القصبي الذي ظهر بشكل جيد وكانت الاستضافة تمثل الانطلاقة الحقيقية للقصبي نحو النجومية، وبعد ذلك شكلت مع ناصر القصبي ثنائيتنا المعروفة واستمرت تلك الثنائية عبر عدد من الأعمال أبرزها طاش ما طاش الذي استمر حوالى 18 عاما.



• كيف بدأت فكرة طاش ما طاش؟

•• اجتمعت أنا وناصر القصبي وعامر الحمود وقررنا تقديم عمل مختلف للتلفزيون السعودي، وعندها سعينا عن طريق بعض الأصدقاء لمقابلة وزير الإعلام في ذلك الوقت علي الشاعر، وتمت المقابلة وطرحنا عليه الفكرة وتمت الموافقة، وكان اسم المسلسل في البداية «التحدي» وصدر تعميد الوزير بتقديم عمل من ثلاثين حلقة، وبميزانية مقدارها 750 ألف ريال، وبعد ذلك خطر في بالي اسم «طاش ما طاش» وتم طرحه على الإخوان وتم الاتفاق عليه، والاسم عبارة عن لعبة تحد كنت ألعبها وأنا طفل في حي الشميسي، حيث نحضر علبة بيبسي ونتراهن عليها هل «تطيش» أي تفور عند فتحها أم لا، وكنا نقول «طاشت ما طاشت» ويقوم الفائز بشرب البيبسي بينما الخاسر يدفع ثمن العلبة، وبدأنا العمل حيث كانت المخاطبات تقدم باسم عامر الحمود لأنه يملك مؤسسة إنتاج ولكننا في الواقع نحن الثلاثة كنا شركاء في العمل، وعند استلام المستخلصات المالية نقتسمها بالتساوي، وقدمنا الجزء الأول وحصد نجاحا كبيرا في ظل غياب الدراما السعودية، ثم قدمنا الجزء الثاني، وكلا العملين تم تقديمهما باسم مؤسسة ليالي للمخرج عامر الحمود، وفجأة سافر عامر الحمود إلى القاهرة وفتح مكتبا هناك وعاش فترة طويلة وبدأ ينشغل عنا، لذلك فكرنا أنا وناصر أن نشتغل باسم مؤسسة ناصر القصبي «الهدف» وبالفعل تم إنتاج عدد من الأعمال الجديدة من بينها مسرحية للأطفال بعنوان «قرموش وطرطوش»، ثم واصلنا تقديم طاش ما طاش باسم مؤسسة الهدف وهذا ما تسبب في غضب عامر الحمود وقام بإرسال فاكس من مصر فيه الكثير من اللوم والعتب.



• لماذا كل هذه الخلافات في الوسط الفني السعودي؟

•• الخلافات في الوسط الفني كثيرة، ولكني لم أشغل نفسي بها كثيرا، وأذكر منها أن راشد الشمراني اختلف مع المخرج عامر الحمود حول مستحقاته المالية على عمل «عودة حمود ومحيميد»، وكذلك اختلف الفنان ماجد العبيد والفنان ناصر القصبي على فكرة نص كان قد أخبرنا بها العبيد، وفي اليوم التالي قام القصبي بكتابة نفس الفكرة، وقدمها باسمه تحت عنوان «افهموني» وهذا سر أبوح به لأول مرة في حياتي، وتقدم بعدها العبيد بشكوى رسمية ضد القصبي لدى وزارة الإعلام ولكنني لم أتدخل في الأمر ورأيت أن أبتعد عن تلك المشكلة.



طفل قريب من المسنين





عن بداياته الأولى يقول موهبة التمثيل بدأت معي منذ الطفولة وكنت أعشق التمثيل إلى درجة أني كنت أحمل في جيبي قطعة من جلد خروف أستخدمها كلحية بين أصدقائي الأطفال في حي الشميسي حيث كان منزلنا في ذلك الوقت، وكنت في سن الخامسة عشرة تقريبا أذهب مع أصدقائي إلى بعض الأعراس التي تقام في القصور الطينية المعدة للأفراح، وكنت أتقمص دور مسن ، وأتذكر بأني كنت أحيانا أجلس مع المسنين وكانوا يتحدثون لي ويعتقدون بأني رجل كبير، واستمريت على ذلك الحال إلى أن تم افتتاح المركز الصيفي بالمدرسة المتوسطة الثانية بالقرب من المكتبة الوطنية بشارع الوزير، وعندها بدأت موهبتي تنمو من خلال المشاركة في بعض الأعمال المتواضعة على مسرح المركز.





مميز في الرياضيات مقبول في النحو





ولد الفنان السعودي عبدالله بن عبدالرحمن السدحان في محافظة شقراء بتاريخ 13 مايو 1958 م ويبلغ من العمر 57 عاما، وتزوج من حصة الثنيان، التي انجبت له تركي، وليد، محمد ،نواف، راكان، ريان، عبدالرحمن، وندى ، وأشار السدحان في حديثه مع (عكاظ) إلى أن ابنه عبدالرحمن هو الوحيد من أبنائه الذي يمتلك موهبة التمثيل، مبينا أنه شارك في إحدى حلقات عمله الجديد «منا وفينا»، كما أن ابنه نواف له علاقة بالعمل الفني إداريا.

شارك في بدايته بأعمال كوميدية كثيرة، وكون ثنائيا سعوديا مع الممثل ناصر القصبي. بدأ عام 1974 مع محمد العلي بعد أن اكتشفه المخرج سعد الفريح، وشارك في بداياته في مسارح المراكز الصيفية وفي مسرح جامعة الملك سعود حينما كان طالبا في كلية الزراعة وأوضح السدحان بأنه كان مميزا في مادة الرياضيات ولكنه في الجانب الآخر كان يواجه الكثير من المصاعب في مادة النحو.





صندقة التلفزيون هوليود أخرى





يقول السدحان إن المراكز الصيفية تهتم بالمسرح والموسيقى والفن التشكيلي والشعر، وقدمت الكثير من المواهب الجميلة وأذكر بأن خالي محمد الثنيان كان يشرف على المركز، ولكن للأسف بعد تلك المرحلة، بدأ بعض المتشددين يتدخل في عمل المركز رافعا شعار «لا يجوز» وبدأت تلك الموجة تزحف على الكثير من أنشطة المركز حتى توقفت الأنشطة المسرحية والموسيقية والفن التشكيلي. وعن كيفية وصوله إلى التلفزيون يقول: خلال تمثيلي مع فرقة المسرح بالمركز الصيفي تم اختيارنا لأداء عرض قصير في احتفال أقامه نادي الهلال بمناسبة فوزه بإحدى البطولات وكان المخرج سعد الفريح – رحمه الله – هو المشرف على إخراج العروض المسرحية، التي شارك فيها الفنان محمد عبده وطلال مداح وغيرهما، وكنت حينها في السنة الثانية من المرحلة الثانوية، وبعد تقديم العرض حظيت بإعجاب المخرج الفريح والذي طلب مني أن أزوره في التلفزيون، وفي اليوم الثاني ذهبت مع والدي إلى مبنى التلفزيون وكان عبارة عن «صندقة» من الزنك وبداخلها استيديوهات وكنت أشعر حينها بأني أمشي في مدينة هوليود، وفي هذا المبنى المتواضع كان يتم إنتاج مسلسلين أو ثلاثة في العام الواحد، وفي داخل ذلك المبنى المتواضع قابلت أبرز النجوم ومنهم محمد العلي، سعد خضر، أبو مسامح، وعبدالعزيز الحماد وغيرهم، وكذلك قابلت النجمة اللبنانية في ذلك الوقت سميرة بارودي وهي في قمة نجوميتها وكانت تلك المقابلة أشبه ما تكون بالحلم. وخلال تلك المرحلة، منحني المخرج سعد الفريح فرصة المشاركة في عمل بعنوان «أيام لا تنسى»، وأذكر أن أدائي كان ضعيفا جدا في البداية ولكنه بدأ بالتصاعد وشعرت بأني في الحلقة السادسة أصبحت أفضل بكثير، وكان العمل يضم عددا من النجوم، منهم محمد العلي وأبو مسامح والمخرج منذر النافوري وغيرهم، وقد كسبت من ذلك العمل صداقتي مع الفنان القدير محمد العلي (يرحمه الله).